كتاب التدريب في الفقه الشافعي (اسم الجزء: 3)

وعَنْ (¬1) أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي اللَّه عنه-، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصَلِّي الضُّحَى حَتَّى نَقُولَ لَا يدعها، وَيَدَعُهَا حَتَّى نَقُولَ: لَا يُصَلِّيها. رَواهُ التِّرمذيُّ مِن حديثِ عَطيةَ (¬2)، وقال: حَسَنٌ غَرِيبٌ (¬3).
فهذِه الأحاديثُ تَدُلُّ على عَدمِ وجُوبِها.
وأما حديثُ: "ثلاثٌ هُنَّ (¬4) عليَّ فرائضُ، وهي (¬5) لكمْ تطوُّعٌ؛ الفجرُ (¬6) والوترُ وركتا الضُّحى"، وفِي رواية: "ركْعَتا الفَجْر"، بَدَل (¬7) "الفجر" فهُو ضَعيفٌ (¬8).
¬__________
(¬1) في (أ، ب): "عن".
(¬2) يعني العوفي، وهو ضعيف كما تقدم قبل قليل.
(¬3) حديث ضعيف: رواه الترمذي (477) وأحمد (17/ 246) وعبد بن حميد في "المنتخب" (891) كلهم من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد به، وإسناده ضعيف لضعف العوفي.
(¬4) "هن" سقط من (أ، ب).
(¬5) في (ل): "وهو".
(¬6) في (ل): "النحر" بالنون والحاء المهملة!
(¬7) في (أ): "بدل على".
(¬8) حديث ضعيف: رواه البيهقي في "السنن الكبرى" (2/ 658) من طريق أبي جنابٍ الكلبي، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "ثلاثٌ هن على فرائض، وهن لكم تطوعٌ: النحر، والوتر، وركعتا الضحى" قال: أبو جنابٍ الكلبي اسمه يحيى بن أبي حية ضعيفٌ، وكان يزيد بن هارون يصدقه ويرميه بالتدليس. انتهى.
والحديث ذكره النووي في "المجموع" (4/ 21) وقال: وإنما ذكرت هذا الحديث لأبين ضعفه وأحذر من الاغترار به. انتهى. =

الصفحة 18