كتاب التدريب في الفقه الشافعي (اسم الجزء: 3)

مُصرَّحٌ (¬1) فيها بالإجابةِ مُستمرةٌ، ولا يقصِدُ مالكُها التسرِّي بِها، فيباحُ لك: التعريضُ بخِطبتِها نحوُ (¬2): "رُبَّ راغبٍ فيكِ" (¬3)، والتصريحُ أيضًا نحو: "إني أُريدُ نِكاحَك" (¬4).
وكلُّ مَن حرُمتْ مؤبَّدًا فلا (¬5) تحِلُّ خِطْبتُها مُطْلقًا.
وكلُّ مَنْ حَرُمَتْ لِحَقِّ غَيرِك فلا تحلُّ خِطبتُها تَصريحًا مُطْلقًا ولا تعْريضًا إن كانتْ زوجةً أو فِي حُكمِها، وإلَّا جاز التعريضُ إلَّا فِي المقصودَةِ للتَّسَرِّي؛ قلتُه تخْريجًا (¬6).
وكلُّ مَن حرُمتْ لا لِحقِّ غَيرِك لا يحِلُّ خِطبتُها للتزْويجِ فِي الحالةِ المحرَّمةِ (¬7)، ويحلُّ خِطبتُها تصْريحًا للتَّزويجِ عِنْدَ زَوالِ المانِع ما لَمْ يُؤَدِّ ذلك إلى مَحذورٍ فيُكرَهُ، وقدْ يَحرُمُ، وما لمْ يكُنِ المانِعُ كُفرَهُ وهِي مُسلِمةٌ فيُمنعُ مِنه؛ قلتُهُ تخْريجًا.
* * *
¬__________
(¬1) في (ل): "يصرح".
(¬2) في (ب): "لحو".
(¬3) "الوسيط" (5/ 39 - 45) و"الروضة" (7/ 31).
(¬4) والتعريض يكون بما يحتمل الرغبة في النكاح وغيرها، كقوله: رب راغبٍ فيك، من يجد مثلك؟ أنت جميلةٌ، إذا حللت فآذنيني، لا تبقين أيمًا، لست بمرغوبٍ عنك، إن شاء اللَّه لسائقٌ إليك خيرًا، ونحو ذلك. قاله في "الروضة" (7/ 31).
(¬5) في (ل): "لا".
(¬6) في (ل): "تحريضًا".
(¬7) "الروضة" (7/ 31).

الصفحة 37