كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر (اسم الجزء: 3)

وَقَالَ الزَّمَخْشَري: «الْأَصْلُ فِيهِ الْوَاوُ، يُقَال: أَعَال وأَعْوَلَ إِذَا كَثُرَ عِيَالُه، فأمَّا أَعْيَلَتْ فَإِنَّهُ فِي بِنائه منْظُورٌ إِلَى لفْظِ عِيَال لَا أصْله، كَقَوْلِهِمْ: أقْيال وأعْياد» .
وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ «مَا وِعاءُ العَشَرَة؟ قَالَ: رجلٌ يُدْخِل عَلَى عَشَرةِ عَيِّلٍ وِعَاءً مِنْ طَعَامٍ» يُرِيد عَلَى عَشَرة أنْفُس يَعُولُهم، العَيِّل: واحِد العِيَال، والجمْع: عَيَائِل، كجَيِّد وجِيادٍ وجَيَائد. وَأَصْلُهُ: عَيْوِل، فَأُدْغِمَ. وَقَدْ يَقَعُ عَلَى الجمَاعة، وَلِذَلِكَ أَضَافَ إِلَيْهِ العَشَرة فَقَالَ: عَشرة عَيِّل، وَلَمْ يَقُل: عَيَائِل. وَالْيَاءُ فِيهِ مُنْقَلِبَةٌ عَنِ الْوَاوِ. قَالَهُ الخطَّابي.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ حَنْظَلة الْكَاتِبُ «فَإِذَا رجعْت إِلَى أهْلي دنَتْ مِنَّي المرأةُ وعَيِّلٌ أَوْ عَيِّلَان» .
(س) وَحَدِيثُ ذِي الرُّمَّةِ ورُؤْبَةَ فِي القَدَر «أترَى اللهَ قَدَّر عَلَى الذِّئب أَنْ يَأْكُلَ حَلُوبَةً عَيَائِلَ عَالَة «1» ضَرائِك» والعَالَة: جمعُ عَائِل، وَهُوَ الفَقِير.

(عَوَمَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ الْبَيْع «نَهَى عَنِ المُعَاوَمَة» وَهِيَ بَيْع ثَمَرِ النَّخْل والشَّجَر سَنَتَين وَثَلَاثًا فصاعِدا. يُقَالُ: عَاوَمْتُ النَّخْلَةُ إِذَا حَمَلَتْ سَنَةً وَلَمْ تَحْمِلْ أُخْرَى، وَهِيَ مُفاعَلة مِنَ العَامِ: السَّنَة.
[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ الِاسْتِسْقَاءِ سِوَى الحَنْظلِ العَامِيِّ والْعِلْهِزِ الْفَسْلِ هُو مَنْسُوب إِلَى العَام، لِأَنَّهُ يُتَّخَذ فِي عَام الجَدْب، كَمَا قَالُوا للجَدْب: السَّنَة.
(س) وَفِيهِ «عَلّموا صِبيانَكم العَوْمَ» العَوْم: السِّبَاحَةُ. يُقَالُ: عَامَ يَعُومُ عَوْماً.

(عَوَنَ)
(س) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «كَانَتْ ضَرَباُته مُبْتَكَراتٍ «2» لَا عُوناً» العُون: جَمْع العَوَان، وَهِيَ الَّتِي وَقَعت مُخْتَلَسَةً فأحوجَتْ إِلَى المراجَعَة، وَمِنْهُ الحرْب العَوَان: أَيِ المُتَردِّدَة. وَالْمَرْأَةُ العَوَان، وَهِيَ الثَّيِّب. يَعْني أنَّ ضَرَباتِه كَانَتْ قاطِعةً ماضِيةً لَا تَحتاج إِلَى المُعاوَدَة والتَثْنية.
__________
(1) سبق في مادة (ضرك) بالرفع، خطأ.
(2) انظر حواشي ص 149 من الجزء الأول.

الصفحة 323