كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر (اسم الجزء: 3)

الصَّالِب: الصُّلْب، وَهُوَ قَلِيلُ الِاسْتِعْمَالِ.
(هـ) وَفِيهِ «أَنَّهُ لَّما قّدِم مَكْةَ أَتَاهُ أصْحابُ الصُّلُب» قِيلَ هُمُ الَّذِينَ يَجْمَعُون العِظَامَ إِذَا أُخِذَت عَنْهَا لحُومُها، فيَطْبُخُونَهَا بالْماءِ، فَإِذَا خرَج الدَّسَم مِنْهَا جَمَعوه وَائْتَدَمُوا بِهِ «1» . والصُّلُب جَمْع الصَّلِيب. والصَّلِيبُ: الوَدَكُ.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «أَنَّهُ اسْتُفْتِيَ فِي اسْتِعْمَالِ صَلِيب المَوتَى فِي الدَلاءِ والسُّفُن فَأَبَى عَلَيْهِمْ» . وَبِهِ سُمَيّ المَصْلُوب، لِما يَسِيلُ مِنْ وَدَكه.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي عُبَيْدَةَ «تَمْرُ ذَخِيرَة مُصَلَّبَة» أَيْ صُلْبَة. وتَمْرُ المدينةِ صُلْب. وقَد يُقَالُ رطبٌ مُصَلِّب، بِكَسْرِ اللَّامِ: أَيْ يابِسٌ شَدِيدٌ.
(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أطيبُ مُضْغَة صَيْحَاِنَيّة مُصَلَّبَة» أَيْ بَلَغَت الصَّلَابَة فِي اليُبْس.
ويُروى بالياءِ. وَسَيُذْكَرُ.
(س) وَفِي حَدِيثِ الْعَبَّاسِ:
إنَّ المُغَالِبَ صُلْبَ اللهِ مَغْلُوبُ أَيْ قُوَةُ اللَّهِ.

(صَلِتَ)
(هـ) فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «كَانَ صَلْتَ الجَبِين» أَيْ وَاسِعَه. وقِيْلَ الصَّلْت: الأمْلَسُ. وقِيْلَ البَارِزُ.
وَفِي حَدِيثٍ آخَرَ «كانَ سَهْلَ الْخَدَّيْنِ صَلْتَهما» .
(س) وَفِي حَدِيثِ غَوْرَثَ «فاخْتَرط السيفَ وَهُوَ فِي يَدِه صَلْتاً» أَيْ مُجَرَّداً. يُقَال:
أَصْلَتَ السّيفَ إِذَا جَرَّدَه مِنْ غِمْدِه. وضَرَبَهُ بالسَّيف صَلْتا وصُلْتا.
وَفِيهِ «مرَّت سَحَابة فقالَ: تَنْصَلِتُ» أَيْ تَقْصِد للمَطر. يُقَالُ انْصَلَتَ يَنْصَلِتُ إِذَا تَجرَّد.
وَإِذَا أسْرَع فِي السَّير. ويُروى «تَنَصَّلَتْ» بِمَعْنَى أقْبَلتْ.

(صَلَحَ)
[هـ] فِي أَخْبَارِ مَكَّةَ:
__________
(1) في الأصل وا: «وتأدَّّموا» وأثبتنا ما في الهروي واللسان.

الصفحة 45