كتاب النهاية في غريب الحديث والأثر (اسم الجزء: 3)

[هـ] وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ «كَانَتِ الفَيْصَل «1» بَيْني وَبيْنَه» أَيِ القَطيعة التَّامَّة.
وَالْيَاءُ زَائِدَةٌ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ جُبَير «فَلَو عَلِم بِهَا لَكَانَتِ الفَيْصَل بَيْنِي وَبَيْنَهُ» .

(فَصَمَ)
(هـ) فِي صِفة الْجَنَّةِ «دُرَّة بَيْضاءُ لَيْسَ فِيهَا قَصْمٌ «2» وَلَا فَصْم» الفَصْم: أَنْ يَنْصَدع الشَّيْءُ فَلَا يَبِين، تَقُول: فَصَمْتُه فانْفَصَمَ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ «إِنِّي وجَدْتُ فِي ظَهْري انْفِصَاما» أَيِ انْصِداعا. ويُروَى بِالْقَافِ وَهُوَ قَريب مِنْهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «اسْتَغْنوا عَنِ النَّاسِ وَلَوْ عَنْ فِصْمَة السِّواك» أَيْ مَا انْكَسر مِنْهَا ويُرْوى بِالْقَافِ.
(هـ) وَفِي الْحَدِيثِ «فيُفْصِمُ عَنّي وَقَدْ وَعَيْت» يعني الوَحْي: أَيْ يُقْلِع. وأَفْصَمَ المطَر إِذَا أقْلَع وانكَشَف.
(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَائِشَةَ «فيُفْصِم عَنْهُ الوَحْيُ وَإِنَّ جَبينَه ليَتَفَصَّد عَرَقا» .

(فَصَا)
(هـ) فِي صِفَةِ الْقُرْآنِ «لَهُو أَشَدُّ تَفَصِّيا مِنْ قُلُوبِ الرِّجَالِ مِن النَّعَم مِنْ عُقُلها» أَيْ أَشَدُّ خُروجا. يُقال: تَفَصَّيْتُ مِنَ الأْمر تَفَصِّياً: إِذَا خرجْتَ مِنْهُ وتَخَلَّصْت.
[هـ] وَفِي حَدِيثِ قَيْلة «قَالَتِ الحُدَيْباء حِينَ انْتَفَجَت الأرْنَبُ: الفَصْيَةَ، وَاللَّهِ لَا يَزَالُ كَعْبُكَ عَالِيًا» أَرَادَتْ بالفَصْيَة الخُروجَ مِنَ الضِّيق إِلَى السَّعَة. والفَصْيَة: الِاسْمُ مِنَ التَّفَصِّي:
أَرَادَتْ أَنَّهَا كَانَتْ فِي مَضِيقٍ وَشِدَّةٍ مِنْ قِبَلِ بَنَاتِهَا «3» فَخَرَجَتْ مِنْهُ إِلَى السَّعَةِ وَالرَّخَاءِ.

بَابُ الْفَاءِ مَعَ الضَّادِ

(فَضَجَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «قَالَ لِمُعَاوِيَةَ: لَقَدْ تلافيت أمرك وهو
__________
(1) في الهروي: «كانت الفصل» .
(2) في الأصل، وا، واللسان: «وَصمٌ» وأثبت ما في الهروي، والفائق 2/ 351، وهي رواية المصنف في «قصم» . ويلاحظ أنه لم يذكره فى «وصم» .
(3) فى اللسان: «من قبل عمّ بناتها» .

الصفحة 452