كتاب المفاتيح في شرح المصابيح (اسم الجزء: 3)

متتابعةً بعد يوم العيد لكان أَولى، ولو صامَها متفرقةً في شوَّالٍ جازَ.
روى هذا الحديثَ أبو أيوب الأنصاري.
* * *

1464 - وقال: "أيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ، وشُرْبٍ، وذِكْرٍ لله".
قوله: "أيامُ التشريقِ أيامُ أكلٍ وشربٍ وذكرِ الله"، وحُرِّم الصومُ في يومَي العيد وأيام التشريق؛ لأن الناسَ أضيافُ الله تعالى في هذه الأيام، أراد أن يأكلَ الناسُ في عيد الأضحى وأيام التشريق من لحوم الأضاحي؛ حتى يكون للفقراء رفاهيةٌ وطيبُ عيشٍ في هذه الأيام.
وفي عيد الفطر يأكل الفِطرةَ والأطعمةَ التي أعطاهم الأغنياءُ، وأراد أن يوافقَهم الأغنياءُ في ترك الصوم، فحرَّم الصومَ في هذه الأيام على الفقراء والأغنياء.
سمَّى هذه الأيامَ: أيامَ التشريق؛ لأن معنى (التشريق) جعلُ اللحم قديدًا، والفقراء يُقدِّدون ما أُعطوا من لحوم الأضاحي في هذه الأيام، فسمَّى هذه الأيامَ: أيامَ التشريق لأجل هذا.
روى هذا الحديثَ نُبَيْشَة الهُذَلي.
* * *

1465 - وقال: "لا يصُومُ أَحَدُكُمْ يومَ الجُمعةِ إلَّا أنْ يصُومَ قَبْلَهُ، أو يصُومَ بعدَه".

1466 - وقال "لا تَخْتَصُّوا ليلةَ الجُمعةِ بِقيامٍ مِنْ بينِ اللَّيالي، ولا تخْتَصُّوا يومَ الجُمعةِ بصيامٍ مِنْ بينِ الأَيَّامِ إلَّا أنْ يكُونَ في صَوْمٍ يَصُومُه أَحدُكم".

الصفحة 42