كتاب المفاتيح في شرح المصابيح (اسم الجزء: 3)

ولا تَزِدْ على ذلكَ".
قوله: "تصومُ النهارَ وتقومُ الليلَ"؛ أي: تصوم النهارَ أبدًا وتقوم جميعَ الليل، ولا تنام.
قوله: "إن لجسدِك عليك حقًّا وإن لنفسك عليك حقًّا"، (النفس): الدمُ، وعين الشيء، والنفس أيضًا بمعنى الجسد، ولعل المرادَ ها هنا بـ (النفس): الذات، وبـ (الجسد): اللحم؛ يعني: كلُّ شيءٍ من بدنك له عليك حقٌّ، فلا يجوز لك إضاعتُه وإضرارُه بحيث تعجز عن عبادة الله تعالى وقضاء الحقوق، فإن الصومَ الدائمَ يذيُب لحمَك ويُضعف قوتَك، ويَقل به نورُ عينك، وتعجز عن القيام بحقِّ زوجك من المضاجعة والمباشرة والمكالمة، وتعجز أيضًا عن المجالسة مع زَوْرِك والقيام بخدمتهم.
و"الزَّور" جمع: زائر، وهو الضيف.
قوله: "واقرأ القرآن في كل شهر"؛ أي: اقرأ كلَّ يومٍ وليلةٍ جزءًا من ثلاثين جزءًا حتى تختمَ كلَّ شهرٍ خَتمةً واحدةً.
* * *

1470 - وقال أبو هُريرة - رضي الله عنه -: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "تُعْرَضُ الأَعمالُ يومَ الإِثْنَيْنِ والخمِيسِ، فأُحِبُّ أنْ يُعْرَضَ عَمَلي وأنا صائِمٌ".
قوله: "تُعرَض الأعمالُ"؛ أي: تُعرَض الأعمالُ على ربِّ العالمين "يومَ الاثنين والخميس"، جاءت لفظة (رب العالمين) في حديث آخر.
* * *

1472 - عن عبد الله قال: كان رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يصُومُ مِنْ غُرَّةِ كُلِّ شَهْرٍ ثلاثَةَ أَيَّامٍ، وقَلَّمًا كانَ يُفْطِرُ يومَ الجُمعةِ.

الصفحة 44