كتاب المفاتيح في شرح المصابيح (اسم الجزء: 3)

بالطين صبيحةَ الحادي والعشرين؛ لأن المسجدَ كان من أغصان الشجر، و"مَطَرَتِ السماءُ تلك الليلةَ"، ورطبت أرض المسجد؛ يعني: الليلةُ التي رآها رسولُ الله - عليه السلام - في المنام أنها ليلةُ القدر هي ليلةُ الحادي والعشرين.
و"العَرِيش": بيتٌ من أغصان الشجر، "وَكَفَ": أي: قَطَرَ ونَزَلَ الماءُ من السقف.
* * *

1492 - وعن عبد الله بن أُنَيْس قال: أَمَرَهُ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يقُومَ لَيْلَةَ ثَلاثٍ وعِشْرِينَ.
قوله: "ليلةَ ثلاثٍ وعشرين"؛ أي: قال عبد الله بن أُنَيْس: إن ليلةَ القَدْر هي ليلةُ ثلاثٍ وعشرين.
* * *

1493 - وعن أُبيِّ بن كَعْب: أنَّه حَلَفَ لا يَسْتَثْني أنَّها ليلَةُ سَبْعٍ وعِشْرِينَ، فقِيلَ لهُ: بأَيِّ شَيءٍ تقُولُ ذلك؟، قال: بالعلامَةِ التي أَخْبَرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَوْمِها بَيْضاءَ لا شُعاعَ لها".
قوله: "لا يستثني"، (الاستثناء): أن يقول الحالفُ عَقيبَ حَلِفِه: (إن شاء الله)؛ يعني: حَلَفَ أُبي بن كعب حلفًا جازمًا أن ليلةَ القَدْر هي ليلةُ السابع والعشرين.
* * *

1494 - وقالتْ عائشةُ رضي الله عنها: كانَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَجْتَهِدُ في العَشْرِ الأَواخِرِ ما لا يَجْتَهِدُ في غَيْرِه.

الصفحة 54