كتاب المفاتيح في شرح المصابيح (اسم الجزء: 3)

في سائر الشهور؛ لأن الوقتَ إذا كان أشرفَ يكون الجودُ فيه أفضلَ.
قوله: "كان جبريلُ يلقاه كلَّ ليلة في رمضان"؛ يعني: ينزل جبريلُ عليه السلام في رمضان كلَّ ليلة يقرأ عليه رسول الله - عليه السلام - القرآن، وهذا تشريفٌ من الله الكريم إليه عليه السلام؛ لأن الله تعالى يكثرُ تشريفَ عباده المقربين في الأوقات الشريفة، ونزول جبريل - عليه السلام - كل ليلة من رمضان لا شكَّ أنَّه مزيدُ تشريفٍ له.
"من الريح المرسلة"؛ أي: الشديدة؛ يعني: كان كثير التصدق.
* * *

1502 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كانَ يُعْرَضُ عَلَى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - القُرْآنُ كُلَّ عامٍ مَرَّةٍ، فَعُرِضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ في العامِ الَّذي قُبضَ فيهِ، وكانَ يَعْتَكِفُ كُلَّ عامٍ عَشْرًا، فاعْتكَفَ عِشْرِينَ في العامِ الَّذي قُبضَ.
قوله: "يُعرَض عليه القرآنُ كلَّ عام مرة"؛ يعني: يأتيه جبريلُ، ويقرأ رسولُ الله - عليه السلام - القرآنَ عليه من أوله إلى أن يختم؛ لتجويدِ اللفظ، وتصحيحِ إخراج الحروف من مخارجها، وليكونَ سنةً في حق الأمة؛ ليجدد التلامذة على الأستاذين قراءتهم.
* * *

1503 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانَ رسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اعْتَكَفَ أَدْنَى إليَّ رَأْسَهُ وهو في المسْجِدِ فأُرَجِّلُهُ، وكانَ لا يَدْخُلُ البَيْتَ إلَّا لِحاجَةِ الإِنْسانِ.
قولها: "أدنى إليَّ رأسَه وهو في المسجد، فأرجِّله"، (الترجيل): تسريح الشعر، وهو استعمالُ المشطِ على الرأس؛ يعني: يخرج رأسه من المسجد إلى

الصفحة 57