كتاب المفاتيح في شرح المصابيح (اسم الجزء: 3)

قوله: "ولو قرأت به ... " إلى آخره؛ يعني: لو لم تسكتْ لَمَا ذهبت الملائكةُ، فإذا أصبحتَ ينظرُ الناس إلى الملائكةِ الذين جاؤوا لاستماعِ قراءتك.
"لا تَتوارَى"؛ أي: لا تستتِرُ من أبصار الناس، الضمير في "إليها" يعود إلى الظلة.
* * *

1517 - عن البَرَاء - رضي الله عنه - قال: كانَ رجُلٌ يَقْرَأُ سُورَةَ الكَهْفِ وإلى جانِبهِ حِصانٌ مَرْبُوطٌ بشَطَنَيْنِ، فتَغَشَّتْه سَحابةٌ، فجَعَلَتْ تَدْنُو وتَدْنُو، وجَعَلَ فرَسُهُ تَنْفِر، فلمَّا أَصْبَحَ أتَى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فذَكَرَ ذلك لهُ فقال: "تِلكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بالقُرْآنِ".
قوله: "وإلى جانبه حصان"، (الحصان): الفرس الذكر.
"بشَطَنَينِ" بفتح الطاء؛ أي: بحبلين.
"فتغشَّته سحابةٌ"؛ أي: سترته؛ أي: وقفت فوق رأسه كقطعةِ سحابٍ.
"فجعلَتْ"؛ أي: فطفقت تلك السحابةُ "تدنو"؛ أي: تقرب من العلو إلى السفل؛ لسماع قراءة القرآن.
"السكينة" هنا يراد به: ملك الرحمة.
* * *

1518 - عن أبي سَعيد بن المُعَلَّى - رضي الله عنه - قال: كُنْتُ أُصَلِّي، فدَعاني النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، فَلَمْ أُجِبْه حتَّى صَلَّيْتُ، ثمَّ أتَيْتُ، فقال: "ما مَنَعَكَ أَنْ تَأتِيَني؟ "، فقلتُ: كُنْتُ أُصَلِّي، فقال: "أَلَمْ يَقُلِ الله: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} "، ثُمَّ قال: "أَلا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُورَةٍ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ أخْرُجَ مِنَ المسْجِدِ؟ "،

الصفحة 69