كتاب المفاتيح في شرح المصابيح (اسم الجزء: 3)

فأخَذَ بِيَدي، فلمَّا أَرَدْنا أنْ نَخْرُجَ قُلْتُ: يا رسُولَ الله!، إنَّكَ قُلتَ: "ألا أُعَلِّمُكَ أعْظَمَ سُوَرةٍ في القُرْآنِ"، قال: " {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} هيَ السَّبْعُ المَثاني، والقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذي أُوتِيتُهُ".
قوله: "ألم يقل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} "، هذا دليلٌ على أن إجابةَ الرسولِ إذا دعا أحدًا في الصلاة لا تُبْطِلُ الصلاةَ، كما أنك تخاطب الرسولَ في الصلاة تقول: سلام عليك أيها النبي، ولا يجوز هذا مع غيره عليه السلام.
قوله: "أعظم سورة"، سمَّى الفاتحة أعظم سورة؛ لأن فيها ذكر حمد الله، وذكر رحمانيته ورحيميته، وذكر تفرُّدِهِ بالملك، وذكر عبادة العباد إياه، وذكر استعانتهم إياه، وذكر سؤال العباد منه، وهذه الأشياءُ عظيمةٌ عند الله تعالى، وليس فيها شيءٌ من قصص الأمم وذكر الكفار، وليس سورةٌ بهذه الصفة غيرَهَا.
قوله: "هي السبع المثاني"، سمَّاها السبع؛ لأنها سبع آيات، وسمَّاها المثاني؛ لأنها كررت في الصلاة في كلِّ ركعة مرة.
وقيل: (المثاني): جمع المَثْنَى، وهو بمعنى الثناء، كـ (المحمدة) بمعنى: الحمد، سميت المثاني على هذا القول؛ لِمَا فيها من الثناء على الله تعالى.
* * *

1519 - وقال: "لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الَّذي يُقْرأُ فيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ".
قوله: "لا تجعلوا بيوتَكم مقابرَ"؛ يعني: لا تتركوا بيوتَكم خاليةً من تلاوة

الصفحة 70