كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

987 - 2998 - وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن بيتكم العدو فليكن شعاركم: (حم لا ينصرون) ".
"ويروى: أنه - عليه الصلاة والسلام - قال: إن بيتكم العدو فليكن شعاركم: {حم} لاينصرون"أي: علامتكم التي تعرفون بها أصحابكم هذا الكلام, و (الشعار) في الأصل: العلامة التي تنصب ليعرف الرجل بها رفقته.
و" {حم} لا ينصرون"معناه: بفضل السور المفتتحة بـ {حم} ومنزلتها من الله لا ينصرون, وقيل: إن الحواميم السبع سور لها شأن, فنبه صلى الله عليه وسلم على أن ذكرها لعظم شأنها وشرف منزلتها عند الله تعالى مما يستظهر به المسلمون على استنزال النصر عليهم والخذلان على عدوهم, فأمرهم أن يقولوا: {حم} , ثم استأنف وقال: (لا ينصرون) جوابا لسائل عسى أن يقول: ماذا يكون إذا قيلت هذه الكلمة؟ فقال: (لا ينصرون) , وقيل: {حم} من أسماء الله تعالى, والمعنى: اللهم لا ينصرون, وفيه نظر, لأن {حم} لم يثبت في أسمائه تعالى, ولأن جميع أسمائه مصفحة عن ثناء وتمجيد, و {حم} ليس إلا اسمي حرفين من حروف المعجم, ولا معنى تحته يصلح لأن يكون بهذه المثابة, ولأنه لو كان اسما كسائر الأسماء لأعرب كما أعربه الشاعر حيث جعله اسما للسورة فقال:
يذكرني حاميم والرمح شاجر ... فهلا تلا حاميم قبل التقدم
ومنعه الصرف للعلمية والتأنيث, وقد نسب هذا الوجه إلى ابن

الصفحة 22