كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ماذا عندك يا ثمامة؟ " قال: عندي يا محمد! خير, إن تقتل تقتل ذا دم, وإن تنعم تنعم على شاكر, وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت, فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان الغد فقال له: " ما عندك يا ثمامة؟ " قال: عندي ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر, وإن تقتل تقتل ذا دم, وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت, فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان بعد الغد فقال: " ما عندك يا ثمامة؟ " قال: عندي ما قلت لك: إن تنعم تنعم على شاكر, وإن تقتل تقتل ذا دم, وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أطلقوا ثمامة" فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله, يا محمد! والله ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك, فقد أصبح وجهك أحب إلى الوجوه كلها إلي, والله ما كان من دين أبغض إلي من دينك فأصبح دينك أحب الدين كله إلي, والله ما كان من بلد أبغض إلي من بلدك, فأصبح بلدك أحب البلاد كلها إلي, وإن خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى؟ فبشره رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر, فلما قدم مكة قال له قائل: صبأت؟! فقال: لا, ولكني أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا والله لا يأتيكم من اليمامة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
"وفي حديث أبي هريرة: وإن تقتل تقتل ذا دم".

الصفحة 29