كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

أي: هزيمة, عبر عنها بـ (الجولة) تنبيها على الاضطراب وعدم الاستقرار, وإيماء بأنه كان لهم بعدها كرة.
"وفيه: فضربت من ورائه على حبل عاتقه بالسيف فقطعت الدرع"
(حبل العاتق): عصب به يتصل العنق بالكاهل متصل بحبل الوريد, وهو عرق في باطن العنق.
"وفيه: فقال أبو بكر: لاها الله! إذا لا يعمد إلى أسد من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله فيعطيك سلبه.
المقول له والمخاطب بهذا الكلام: الرجل الذي صدقه واعترف بأن سلبه عنده وسأل الرسول أن يرضيه عنه, وما قاله الصديق رد له فيما سأله.
وقوله: "لاها الله إذا": قال الخطابي: صوابه: لا ها الله إذا, ومعناه: لا, والله لا يكون ذا, وحرف التنبيه بدل من واو القسم, والأصل فيه: والله لا والأمر هذا أو يكون هذا, فحذفت واو القسم وقدمت (ها) فصارت عوضا من الواو, وحذف الأمر الذي هو المبتدأ والفعل لكثرة الاستعمال, وصدر حرف النفي, ليؤذن في أول أمره بأن المقصود هو النفي.
وقال الخليل: أصله: لا والله لا الأمر ذا, فحذف الأمر لكثرة الاستعمال.
وقال الأخفش: (ذا): مبتدأ, خبره محذوف, والجملة تأكيد القسم, وتقدير الكلام: لا والله ذا قسمي, والجواب محذوف إن لم

الصفحة 40