كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

1572 - 4841 - وعن أسامة قال: كنت جالسا إذ جاء علي والعباس يستأذنان, فقالا لأسامة: استأذن لنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم, قلت: يا رسول الله! علي والعباس يستأذنان, فقال: "أتدري ما جاء بهما؟ قلت: لا, فقال: "لكني أدري, ائذن لهما" فدخلا فقالا: يا رسول الله! جئناك نسألك: أي أهلك أحب إليك؟ قال: "فاطمة بنت محمد" قالا: ما جئناك نسألك عن أهلك, قال: أحب أهلي إلي من قد أنعم الله عليه وأنعمت عليه: أسامة بن زيد " قالا: ثم من؟ قال: "علي بن أبي طالب" فقال العباس: يا رسول الله! جعلت عمك آخرهم! فقال: "إن عليا قد سبقك بالهجرة"
"وفي حديث أسامة: أحب أهلي من قد أنعم الله عليه, وأنعمت عليه, أسامة بن زيد"
قيل: هذا إشارة إلى ما تضمنه قوله تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه} [الأحزاب:37] , وهو وإن نزل في حق زيد, لكنه لا يبعد أن يجعل تابعا لأبيه في هاتين النعمتين.
وفي الجملة: المراد بنعمة الله عليه وعلى أبيه: الهداية والكرامة, وبنعمة الرسول: نعمة الإعتاق, والتبني والتربية.

الصفحة 563