كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

"ثم زجرها فوثبت"أي: طفرت.
"فعدل عنهم" أي: مال عنهم وتوجه غير جانبهم"حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء" (الثمد): الماء القليل الذي لا مادة له, وأثمد الرجل: إذا ورد الثمد, وسمي قوم صالح ثمود لنزولهم على ثمد.
والظاهر: أنه أراد به محله على سبيل المجاز ليحسن وصفه بقليل الماء.
"يتبرضه الناس تبرضأ" أي: يأخذونه قليلا قليلا, من: البرض, وهو القليل من الشيء, والتبرض: التقليل والتبلغ بالقليل, ويقال: برض الماء من المعين يبرض: إذا نبع, وهو قليل.
"فانتزع سهما من كنانته"أي: جعبته "ثم أمرهم أن يجعلوه فيه, فوالله ما زال يجيش لهم"أي: يفور ويمتد لهم, من قولهم: جاشت القدر: إذا غلت, ويقال: جاش الوادي: إذا زخر وامتد "بالري"أي: بما يرويهم, أو بالماء الكثير, من قولهم: عين رية, أي: كثيرة الماء.
"وفيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اكتب: هذا ما قاضى به محمد رسول الله "أي: فصل به أمر المصالحة, من قولهم: قضى الحاكم: إذا فصل الحكومة, فأنما أتى به على زنة فاعل, لأن فصل القضية كان من الجانبين.
"وفيه: فضربه حتى برد" أي: مات, ويقال: برده فلان: إذا قتله

الصفحة 59