كتاب تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة (اسم الجزء: 3)

على سبيل الكناية, فإن البرودة من توابع الموت ولوازمه, ومنه: السيوف البوارد.
"وفيه: لقد رأى هذا ذعرا"أي: خوفا وفزعا, يقال: ذعر الرجل فهو مذعور.
"وفيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ويل أمه! مسعر حرب لو كان له أحد" (ويل أمه) يقال: للتعجب, هاهنا استعمله للتعجب من حسن نهضته للحرب ومعالجته لها, و (المسعر) بكسر الميم: ما تسعر به الناروتلهب, وكذا المسعار, لما شبه الحرب بالنار مثل الذي يهيجه بمسعر التنور, (لو كان له أحد) أي: أحد ينصره ويعينه.
"فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم" إنما عرف ذلك من قوله:"مسعر حرب لو كان له أحد" فإنه يشعر بأنه لا يؤويه ولا يعينه, وإنما خلاصه عنهم بأن يستظهر لمن يعينه على محاربتهم.
"فخرج حتى أتى سيف البحر" أي: ساحله, سمي به لامتداده معه, فإن هذا التركيب للامتداد في شيء.
"وفيه: فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم لما أرسلت, فمن أتاه فهو آمن" أي: أرسلوا إليه يذكرونه الله والرحم بالحلف ويقسمون عليه ألا يعاملهم بشيء إلا بإرساله إلى أبي بصير وأشياعه, ويؤمنهم ويدعوهم إلى المدينة ليسلموا من

الصفحة 60