كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا} أي: كفروا {بِهَا} والظلمُ: وضعُ الشيءِ في غيرِ موضعِه، فظلمُهم وضعُ الكفرِ موضعَ الإيمان.
{فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} وكيفَ فعلنا بهم.
* * *
{وَقَالَ مُوسَى يَافِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (104)}.

[104] {وَقَالَ مُوسَى} لما دخلَ على فرعونَ:
{يَافِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فقال فرعونُ، كذبتَ.
* * *
{حَقِيقٌ عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (105)}.

[105] فقال موسى {حَقِيقٌ} من الحقّ.
{عَلَى أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ} قرأ نافعٌ: (عَلَيَّ) بتشديد الياءِ وفتحِها على أنّها ياءُ الإضافة، معناه: حقٌّ واجبٌ عليَّ، وقرأ الباقونَ: (عَلَى) على أنّها جرٌّ (¬1)، معناهُ: جديرٌ بألَّا أقولَ إِلَّا الحقَّ.
{قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ} اليدِ والعصا.
{فَأَرْسِلْ} أطلِقْ.
{مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} وخَلِّهِمْ حتّى يرجِعوا إلى الأرضِ المقدسةِ الّتي هي
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 287)، و"التيسير" للداني (ص: 111)، و"تفسير البغوي" (2/ 134)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 385).

الصفحة 10