كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

وطنُ آبائِهم، وكانَ فرعونُ قد استعبدَهُم بعدَ موتِ يوسفَ. قرأ حفصٌ عن عاصمٍ: (مَعِيَ) بفتح الياء، والباقون: بإسكانها (¬1).
* * *
{قَالَ إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (106)}.

[106] {قَالَ} فرعونُ {إِنْ كُنْتَ جِئْتَ بِآيَةٍ} على دعواكَ.
{فَأْتِ بِهَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} في الدعوى، وكان بينَ دخولِ يوسفَ مصرَ ودخولِ موسى أربعُ مئةِ سنةٍ.
* * *
{فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ (107)}.

[107] {فَأَلْقَى} موسى {عَصَاهُ} من يدِهِ.
{فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ} هو ذَكَرُ الحياتِ، عظيمُ الجسمِ {مبِينٌ} ظاهرٌ أمرُهُ.
قال ابنُ عباسٍ: "لما أَلْقَى العَصا، صارتْ حَيّةً عظيمةً صفراءَ شعراءَ فاغرةً فاها، ما بين لَحْيَيْها ثمانون ذراعًا، واضعةً لَحْيَها الأسفلَ في الأرضِ، والأعلى على سورِ القصر، ثمّ تنفَّسَتْ في البيوتِ والخزائنِ، فاشتعلتْ نارًا، وجعلتْ تهيجُ كالجملِ، ولها صوتٌ كالرَّعد، وحملتْ على الناسِ، فانهزموا وصاحوا، وماتَ منهم خمسةٌ وعشرونَ ألفًا، قتلَ بعضُهم بعضًا، وتوجَّهَت نحوَ فرعونَ لتأخذَهُ، فوثبَ من (¬2) سريرِه هاربًا، وأحدَثَ
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 301 - 302)، و"التيسير" للداني (ص: 115)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 386).
(¬2) في "ن": "عن".

الصفحة 11