كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)
في ثيابِه، وأخذتِ الحيةُ أذياله (¬1) حتّى رمى نفسَه خلفَ السريرِ وصاحَ: يا موسى! أَنْشُدُكَ بالذي أرسلَكَ! خُذْها وأنا أؤمن بكَ، وأُرسلُ معكَ بني إسرائيل، فأخذها موسى، فعادت عصًا كما كانت" (¬2).
* * *
{وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ (108)}.
[108] فلما نظرَ فرعونُ إلى ذلك، قال: يا موسى! لقد تعلمتَ سحرًا عظيمًا، هل عندَكَ غيرُ هذا؟ قالَ: نعم {وَنَزَعَ يَدَهُ} أدخلَها جيبَهُ ثمّ نزعَها.
{فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ} لها شعاعٌ يغلبُ نورَ الشّمس، ثمّ أَدخلها جيبَهُ فصارَتْ كما كانت.
* * *
{قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ (109)}.
[109] فّثّمَّ {قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ} بالسحر.
* * *
{يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ (110)}.
[110] {يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ} معشرَ القبطِ.
{أَرْضِكُمْ} مصرَ.
{فَمَاذَا تَأْمُرُونَ} تشيرون؟ هذا من قولِ فرعونَ، وما قبلَه من قولِ الملأ.
¬__________
(¬1) في "ن": "بأذياله".
(¬2) انظر: "تفسير البغوي" (2/ 134).
الصفحة 12
571