كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (111)}.

[111] {قَالُوا} يعني: الملأُ.
{أَرْجِهْ وَأَخَاهُ} المعنى: اتركِ التعرُّضَ له بالقتلِ. قرأ ابنُ كثيرٍ، وهشامٌ عنِ ابنِ عامرٍ: (أَرْجِئهُو) بالهمزِ وضمِّ الهاء ووصلِها بواو، وابنُ ذكوانَ عن ابنِ عامرٍ: بالهمزِ وبكسرِ الهاءِ، ولا يصلُها بياء، وأبو عمرٍو، ويعقوبُ: بالهمزِ والضمِّ من غيرِ صلة، والباقون: بغير همزٍ، ثمّ نافعٌ بروايةِ ورشٍ، والكسائيُّ، وخلفٌ يُشبعونَ الهاءَ كَسْرًا، ويُسكنها عاصمٌ، وحمزةُ، ويختلِسُها أبو جعفرٍ، وقالونُ (¬1)، وكذلك اختلافُهم في حرفِ الشعراءِ.
{وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ} هي مدائنُ بالصعيدِ من نواحي مصرَ.
{حَاشِرِينَ} جامعينَ.
...
{يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (112)}.

[112] {يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ} قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ (سَحَّارٍ) على وزنِ فَعّال مبالغةً، وأمال فتحةَ الحاءِ الدوريُّ عن الكسائيِّ، والسحارُ: هو العالِمُ المعلمُ السحر. وقرأ الباقون: (سَاحِر) على وزنِ فاعِل (¬2)، والساحرُ: من يعلمُ ولا يعلِّمُهُ.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 287 - 288)، و"التيسير" للداني (ص: 111)، و"تفسير البغوي" (2/ 135)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 226 - 227)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 227 - 288)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 386 - 387).
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 289)، و"التيسير" للداني (ص: 112)، =

الصفحة 13