كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (113)}.

[113] {وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ} بعدما أرسلَ الشُّرَطَ في طلبِهم، قيلَ: كانوا ثمانينَ ألفًا، متقدَّمُهم شمعونُ، وقيلَ غيرُ ذلك، فلما اجتمعوا.
{قَالُوا} لفرعونَ {إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا} أي: جُعْلًا.
{إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ} لموسى. قرأ نافعٌ، وابنُ كثيرٍ، وأبو جعفرٍ وحفصٌ: (إِنَّ لَنَا) بهمزة واحدة على الخبر، أخبروا أَنهم يستحقُّون على غَلَبِهم موسى جُعْلًا، والباقون: بهمزتين على الاستفهام (¬1)؛ أي: أَتجعلُ لنا جُعلًا؟ وهم على أُصولهم تسهيلًا وتحقيقًا وفصلًا كما تقدَّمَ في سورةِ الأنعامِ عندَ تفسيرِ قوله تعالى: {أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى} [الأنعام: 19].
* * *
{قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (114)}.

[114] {قَالَ} فرعونُ: {نَعَمْ} لكم عليَّ جعلٌ.
{وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ} في المنزلةِ عندي.

* * *
¬__________
= و"تفسير البغوي" (2/ 135)، و"الغيث" للصفاقسي (ص: 227)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 228)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 387).
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 286 - 289)، و"التيسير" للداني (ص: 32، 111 - 112)، و"تفسير البغوي" (2/ 136)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 388).

الصفحة 14