كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{قَالُوا يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115)}.

[115] فعندَ اجتماعِهم بالإسكندريةِ {قَالُوا} تأدُّبًا.
{يَامُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ} عصاكَ {وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ} آلاتِنا.
* * *
{قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)}.

[116] {قَالَ} موسى: بل {أَلْقَوْا} أنتم.
{فَلَمَّا أَلْقَوْا} آلاتِهم.
{سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ} صَرَفوها عن إدراكِ حقيقةِ سحرِهم بما فعلوهُ من التَّمْويهِ والتَّخْييلِ.
{وَاسْتَرْهَبُوهُمْ} أخافوهم لما رَأَوا منَ الحيَّاتِ أمثال الجبالِ يركبُ بعضُها بعضًا، وكانتِ الأرضُ الملقى فيها مِيلًا في مِيل.
{وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} في فَنِّه.
* * *
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (117)}.

[117] {وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ} فألقاها، فصارت حيةً سدَّتِ الأفقَ، وفتحتْ فمهَا ثمانينَ ذراعًا.
{فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ} تبتلعُ.

الصفحة 15