كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{مَا يَأْفِكُونَ} يَكْذِبون، فابتلعَتْ جميعَ ما أَلْقَوا، وقصدتِ القومَ، فهلكَ في الزحام منهم خمسةٌ وعشرونَ ألفًا، فأخذها موسى، فعادت عصًى. قرأ حفصٌ عن عاصمٍ: (تَلْقَفُ) بإسكانِ اللام وتخفيفِ القاف، والباقون: بفتح اللام وتشديد القاف، والبزيُّ يشدِّدُ التاءَ وصلًا على إدغامٍ في التاء من تتلقف (¬1).
* * *
{فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (118)}.

[118] {فَوَقَعَ} أي: ظهرَ {الْحَقُّ} أنّه مع موسى.
{وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} من السحر، وقالوا: لو كان موسى ساحرًا، لبقيتْ عِصيُّنا.
* * *
{فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ (119)}.

[119] فعلموا أن ذلكَ من أمرِ الله {فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ} ذليلين.
* * *
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 290)، و"التيسير" للداني (ص: 83، 112)، و"تفسير البغوي" (2/ 137)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 228)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 389 - 390).

الصفحة 16