كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

هذا المحلِّ كما أدخلَها مَنْ أدخلَها منهم في (أَأَنْذَرْتَهُمْ) وبابِهِ؛ لكراهيةِ اجتماعِ ثلاثِ أَلِفاتٍ بعدَ الهمزةِ، ومعنىَ الكُلِّ إنكارٌ؛ أي: أَصَدَّقْتُم بموسى، وآمنتم بربِّهِ.
{قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ} أي: من غيرِ أَمْري إياكم.
{إِنَّ هَذَا} الّذي صنعتُم أنتمْ وموسى.
{لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ} لَحِيَلةٌ احْتَلْتُموها.
{فِي الْمَدِينَةِ} في مصرَ قبل أن تخرُجوا إلى هذا الموضعِ.
{لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا} القبطَ، وتخلصُ لكم ولبني إسرائيلَ.
{فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} عاقبةَ ما فعلتم.
* * *
{لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124)}.

[124] وهو تهديدٌ مجملٌ تفصيلُه: {لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ} من كلِّ شِقٍّ طَرَفًا، وهو أولُ مَنْ قطعَ من خلافٍ وصَلَبَ.
{ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ} على شاطئ نهرِ مصرِ؛ تفضيحًا لكم، وتنكيلًا لأمثالِكم.
* * *
{قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ (125)}.

[125] وكان موسى قد قالَ للسحرةِ لكبيرهم: أتؤمنُ بي إِنْ غلبتُك؟
¬__________
= و"تفسير البغوي" (2/ 137)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 390 - 391).

الصفحة 18