كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

فقال: لآتينَّ بسحرٍ لا يغلبُه سحرٌ، وإن غَلَبتني لأومننَّ بكَ، وفرعونُ يسمعُ، فلذلك قالَ ما قال.
{قَالُوا} يعني: السحرةُ لفرعونَ:
{إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ} راجعونَ إلى الآخرة، فيرحَمُنا ويُثيبنا، فلا نُبالي بعذابِك.
* * *
{وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)}.

[126] ثمّ قالوا توبيخًا: {وَمَا تَنْقِمُ مِنَّا} أي: تكرَهُ مِنَّا.
{إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا} وهو خيرُ الأعمالِ، ثمّ فزعوا إلى اللهِ فقالوا:
{رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا} أي: ارزقْنا صبرًا كثيرًا يفيضُ علينا عندَ القطعِ والصَّلْبِ.
{وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ} ثابِتينَ على الإسلامِ، فقطعَ أيديَهم وأرجُلَهم، وصَلَبهم، وقيل: إنّه لم يقدرْ عليهم، لقوله تعالى: {فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} [القصص: 35]، ورُوي أنّه آمنَ بموسى عندَ إيمانِ السحرةِ سِتُّ مئةِ ألفٍ.
* * *

الصفحة 19