كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)}.

[127] و {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ} لهُ: {أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ} بتغييرِ الناسِ عليكَ، ودعوتِهم إلى مخالفتِكَ.
{وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ} مَعْبوداتِك، فلا يعبدُكَ ولا يعبدُكَ، لأنّه كانَ قد أمرَ قومَه بعبادةِ الأصنامِ، فقالَ؛ هذه آلهتُكم، وأنا رَبُّها وربُّكم، ولذلكَ قالَ: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات: 24]، وقيل: كان له بقرةٌ يعبدُها، فلذلك أخرجَ لهم السامريُّ عِجْلًا، وقيل: كانَ يعبدُ الكواكبَ، وقيل: الشمسَ. المعنى: أيكونُ منكَ تركُ موسى، ويكونُ تركُهُ إياكَ فلا يلتفِتُ إليكَ؟!
{قَالَ} فرعونُ:
{سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ} قرأ نافعٌ، وابنُ كثيرٍ، وأبو جعفرٍ: (سَنَقْتُلُ) بفتحِ النونِ وإسكانِ القافِ وضمِّ التاءِ من غيرِ تشديدٍ، من القتلِ، وقرأ الباقون: بضمِّ النونِ وفتحِ القافِ وكسرِ التاءِ وتشديدِها، من التقتيلِ، على التكثيرِ (¬1).
{وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ} نتركُهم أحياءً كفعلِنا بهم قبلُ، وتقدَّمَ ذكرُ قِصتهم في القتلِ في سورةِ البقرةِ.
{وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} غالِبونَ، وهم مقهورونَ تحتَ أيدينا.
* * *
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 292)، و"التيسير" للداني (ص: 112)، و"تفسير البغوي" (2/ 138)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 393).

الصفحة 20