كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)}.

[128] فأعادَ فرعونُ عليهمُ القتلَ، فشكَتْ بنو إسرائيل ذلكَ، فَثَمَّ: {قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ} أرضَ مصرَ.
{يُورِثُهَا} يُعطيها {مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} وعدٌ لهم بالنصرِ.
* * *
{قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129)}.

[129] {قَالُوا} يعني: قومَ موسى.
{أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا} بالرسالةِ بقتلِ الأبناءِ.
{وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا} بإعادةِ القتلِ علينا.
{قَالَ} لهم موسى: {عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ} فرعونَ.
{وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ} أي: يُسْكِنَكم أرضَ مصرَ.
{فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ} من طاعةٍ وعصيانٍ، فيجازيكم، فحقَّقَ اللهُ ذلكَ، وأغرقَ فرعونَ، واستخلَفَهم فيها، فعبدوا العجلَ.
* * *

الصفحة 21