كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132)}.

[132] {وَقَالُوا} هو يعني: القبطَ لموسى {مَهْمَا} أصلهُ: (ما) الشرطية أضيفتْ إليها (ما) المزيدة للتأكيد (¬1)، فصارت ماما، ثمّ قلبتْ ألفُها استثقالًا للتكثير.
{تَأْتِنَا بِهِ} أي: أيُّما شيءٍ تُحضِرُنا تأتنا به.
{مِنْ آيَةٍ} بيانٌ لـ: "مهما"، وسموها آيةً استهزاءً لموسى.
{لِتَسْحَرَنَا بِهَا} لتنقلَنا عمَّا نحن عليه.
{فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} أي: لا نخدِعُ لك بدليلٍ ما، ولا نصدِّقُك.
قرأ أبو عمرٍو: (نَحْن لكَ) وشبهَه حيثُ وقعَ بإدغامِ النونِ في اللام (¬2).
* * *
{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (133)}.

[133] {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ} وهو السيلُ الشديدُ، ودخلَ بيوتَهم حتّى بلغَ تَراقِيَهم، فمن جلسَ منهم غرقَ، ودامَ سبعةَ أيامٍ من السبتِ إلى السبتِ، ولم يدخلْ بيتَ إسرائيليٍّ معَ اشتباكِها ببيوتهم، فقالوا لموسى: ادعُ رَبَّكَ يكشفْ عَنَّا، ونحن نؤمنُ بكَ، ونرسلُ معكَ بني إسرائيل، فدعا، فَرُفِعَ، فأخصبتْ بلادُهم، فلم يؤمنوا.
¬__________
(¬1) "للتأكيد" ساقطة من "ن".
(¬2) انظر: "الإتقان" للسيوطي في النوع "الحادي والثلاثون".

الصفحة 23