كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

غلبَ السحرةَ عشرينَ سنةً يُريهم الآيات.
{فَاسْتَكْبَرُوا} عن الآيات {وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}.
* * *
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (134)}.

[134] {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ} العذابُ المفضَّلُ، وبعدَهُ طاعونٌ أَنزله اللهُ بهم، ماتَ منهم في ليلةٍ سبعون ألفَ قبطيٍّ.
{قَالُوا يَامُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ} أي: بعهدِهِ، وهو النبوةُ {لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ} وهو الطاعونُ {لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ}.
قال - صلى الله عليه وسلم -: "الطَّاعُونُ رِجْزٌ أُرْسِلَ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ، أَوْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَإذَا سَمِعْتُمْ بِهِ بِأَرْضٍ، فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا، فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْهُ" (¬1).
* * *
{فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (135)}.
¬__________
(¬1) رواه البخاريّ (3286)، كتاب: الأنبياء، باب: حديث الغار، ومسلم (2218)، كتاب: السّلام، باب: الطّاعون والطيرة والكهانة وغيرها، عن أسامة بن زيد -رضي الله عنه-.

الصفحة 25