كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} لأنفسِهم؛ لاستيلاءِ الشيطنةِ عليهم.
{وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ} أي: طريقَ الضلال.
{يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا} فهم ضالُّون.
{ذَلِكَ} أي: الصرفُ.
{بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ} ساهِين.
* * *
{وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (147)}.

[147] {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ} الدَّارِ {الْآخِرَةِ} الّتي هي موعدُ الثوابِ والعقابِ {حَبِطَتْ} بَطَلَتْ {أَعْمَالُهُمْ} وصارَتْ كأنْ لم تكنْ.
{هَلْ يُجْزَوْنَ} أي: لا يجزون في الآخرة.
{إِلَّا} جزاءَ {مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} في الدنيا.
* * *
{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلًا اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ (148)}.

[148] {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ} أي: من بعدِ ذهابِه إلى المناجاة.
{مِنْ حُلِيِّهِمْ} الّتي استعاروها من القِبْطِ بسببِ عرسٍ كانَ لهم، ونُسِبَ الاتخاذُ إليهم، وإن اتخذَهُ السامريُّ وحدَه؛ لأنّهم رَضُوا بفعلِه، واتخذوا العجلَ معبودًا. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ: (حِلِيِّهِمْ) بكسر الحاء، ويعقوبُ: بفتح الحاءِ وإسكانِ اللام وتخفيفِ الياءِ على الإفراد، والباقون: بضمِّ

الصفحة 36