كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (151)}.

[151] فلما اتَّضَحَ عذرُ أخيه {قَالَ} موسى:
{رَبِّ اغْفِرْ لِي} ما صنعْتُ بأخي.
{وَلِأَخِي} إنْ كانَ منهُ تقصيرٌ؛ ليرضيَ أَخاه، ويسيءَ الشامتين.
{وَأَدْخِلْنَا} جميعًا.
{فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} أرحمُ بنا منا (¬1) على أنفسِنا.
* * *
{إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)}.

[152] {إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ} مخاطبةٌ من الله سبحانه لموسى عليه السّلام؟ لقولِه تعالى:
{سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ} هو أمرُهم بقتلِ أنفسِهم توبةً.
{وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} خروجُهم من ديارهم؛ لأنّ في الغربة ذلةً.
{وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ} على الله، قال أبو قلابة: هو واللهِ جزاءُ كلِّ مُفْتَرٍ إلى يومِ القيامة أَنْ يُذِلَّهُ الله.
* * *
¬__________
(¬1) "منا" زيادة من "ت".

الصفحة 40