كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

عن ابنِ كثيرٍ بخلافٍ عنهما (اسْتَايَسُوا) و (لا تَايَسُوا) (لا يَايَسُ) (اسْتَايَسَ) بالألفِ وفتحِ الياءِ من غيرِ همزٍ، والباقون: بالهمزِ، وإسكانِ الياءِ من غيرِ ألفٍ في اللفظِ، وإذا وقفَ حمزةُ، ألقى حركةَ الهمزةِ على الياءِ على أصلِه (¬1).
{خَلَصُوا نَجِيًّا} أي: تخلَّصوا من الناسِ يتناجَوْنَ في تدبيرِ أمورِهم سِرًّا؛ لأن النجيَّ مَنْ تسُارُّهُ، وهو مصدرٌ يعمُّ الواحدَ والجمعَ، والذكرَ والأنثى.
{قَالَ كَبِيرُهُمْ} في السنِّ، وهو روبيلُ الذي نهى عن قتلِ يوسفَ {أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقًا} عهدًا {مِنَ اللَّهِ وَمِنْ قَبْلُ} هذا {مَا فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ} قَصَّرْتُم في شأنِه، و (ما) مزيدةٌ.
{فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ} لن أفارقَ أرضَ مصرَ.
{حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي} في الانصرافِ إليه.
{أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي} بردِّ أخي، أو بوحيٍ يُبَرِّئُني عندَ أبي.
{وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} أعدلُ مَنْ فصلَ بينَ الناسِ. قرأ الكوفيون، وابنُ عامرٍ: (لِي أَبي) بإسكانِ الياء، وافقَهم ابنُ كثيرٍ في (لِي)، والباقون: بفتحِها (¬2).
...
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 352)، و"التيسير" للداني (ص: 129)، و"تفسير البغوي" (2/ 467)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 405 - 406)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 186).
(¬2) انظر: "التيسير" للداني (ص: 130 - 131)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 296)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 186).

الصفحة 450