كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)}.

[87] {يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ} أي: تَطَلَّبوا خبرَهما، والتحسُّسُ بالحاء: طلبُ الشيءِ بالحاسَّةِ في الخير، وبالجيم: في الشر، والتلاوة بالأولِ.
{وَلَا تَيْأَسُوا} تَقْنَطوا مِن {مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} أي: رحمتِه التي يحيي بها العبادَ {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} باللهِ.
...
{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ (88)}.

[88] فخرجوا راجعينَ إلى مصرَ حتى وصلوا إليها، فدخلوا على يوسف.
{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَاأَيُّهَا الْعَزِيزُ} بلغةِ مصرَ: الملكُ.
{مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ} الجوعُ والشدةُ {وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} رَديئة أو قليلةٍ. قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (مُزْجَاةٍ) بالإمالة، واختلِفَ عن ابنِ ذكوانَ (¬1).
¬__________
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 260)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 267)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 189).

الصفحة 455