كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

والجلالةِ ما لا يَكادُ يُوصَفُ، صَلواتُ اللهِ وسلامُه عليهِم أجمعينَ. ووُلدَ ليوسفَ من امرأةِ العزيزِ ولدانِ: أفراييمُ والدُ رحمةَ زوجةِ أيوبَ، وميشا.
...
{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)}.

[102] {ذَلِكَ} المذكورُ من نبأ يوسفَ {مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ} لأنك لم تحضرْهُ، ولا قرأتَهُ في كتابٍ، وقد أُخْبِرْتَ بهِ، كما جرى.
{وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا} أَحْكَموا {أَمْرَهُمْ} على كيدِ يوسفَ.
{وَهُمْ يَمْكُرُونَ} بهِ. والإجماعُ لغةً: العزمُ والاتفاقُ، واصطلاحًا: اتفاقُ مجتهدِي الأُمَّةِ في عصرٍ على أمرٍ ولو فِعْلًا بعدَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وهو حُجَّةٌ قاطعةٌ بالاتفاقِ، ولا يختصُّ الإجماعُ بالصحابةِ بالاتفاقِ.
...
{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103)}.

[103] {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ} يا محمدُ {وَلَوْ حَرَصْتَ} على إيمانِهم {بِمُؤْمِنِينَ} إنما يؤمن مَنْ شاءَ الله.
...
{وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (104)}.

[104] {وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ} على إرشادِكَ إياهم {مِنْ أَجْرٍ} جُعْلٍ.
{إِنْ هُوَ} يعني: القرآنَ {إِلَّا ذِكْرٌ} موعظة {لِلْعَالَمِينَ} عامَّةً.
***

الصفحة 467