كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105)}.

[105] {وَكَأَيِّنْ} تقدَّمَ اختلافُ القراء في (وَكَأَيِّنْ) في سورةِ آلِ عمران عندَ تفسيرِ قوله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ} [الآية: 146]؛ أي: وكَمْ {مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} من الآياتِ الدالةِ على الوحدانيةِ.
{يَمُرُّونَ عَلَيْهَا} يُشاهدونَها {وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ} لا يَتَّعِظونَ بها.
...
{وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)}.

[106] {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} بعبادتِهم الوثنَ.
عن ابنِ عباسٍ أَنَّه قال: "نزلَتْ في تلبيةِ المشركينَ من العربِ، كانوا يقولونَ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ إِلَّا شَرِيكٌ هَوَ لَكَ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ" (¬1).
...
{أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (107)}.

[107] {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ} نِقْمَة تتغَشَّاهُمْ.
{مِنْ عَذَابِ اللَّهِ} يعني: الصواعقَ.
¬__________
(¬1) انظر: "صحيح مسلم" (2/ 843)، و"تفسير البغوي" (2/ 503) ,و"الدر المنثور" للسيوطي (4/ 593).

الصفحة 468