كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ (159)}.

[159] {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى} يعني: المؤمنينَ الثابتينَ من بني إسرائيل.
{أُمَّةٌ} جماعة.
{يَهْدُونَ} الناسَ.
{بِالْحَقِّ} أي: يرشدونهم بكلمةِ الحقِّ.
{وَبِهِ} أي: بالحقِّ.
{يَعْدِلُونَ} بينَهم في الحكم.
* * *
{وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (160)}.

[160] {وَقَطَّعْنَاهُمُ} أي: صَيَّرْناهم، يعني: بني إسرائيلَ.
{اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا} والسِّبْطُ مذكَّرٌ، فرجعَ التأنيثُ إلى قوله: {أُمَمًا} أي: قبيلةً، والأسباطُ: القبائلُ، واحدُها سبطٌ، وكانوا اثنتي عشرةَ قبيلةً من اثني عشرَ ولدًا من ولدِ يعقوبَ -عليه السّلام-، وكانَ كلُّ سبطٍ أمةً عظيمةً، والسبطُ في ولدِ إسحاقَ كالقبيلةِ في ولدِ إسماعيلَ، وتُنصبُ (أسباطًا) بدلًا من (اثنتي عشرة) وتُنصب (أممًا) نعتًا لأسباطًا.

الصفحة 47