كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9)}.

[9] {عَالِمُ الْغَيْبِ} ما غابَ عن خلقِه {وَالشَّهَادَةِ} ما شاهدوه.
{الْكَبِيرُ} الذي كُلُّ شيءٍ دونَهُ.
{الْمُتَعَالِ} عن صفاتِ المخلوقين، وقولِ المشركين. قرأ ابنُ كثيرٍ ويعقوبُ: (الْمُتَعَالِي) بإثباتِ الياءِ، وحذفَها الباقون (¬1).
...
{سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10)}.

[10] {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ} أي: استوى في علمِ اللهِ خافي القولِ وظاهرهُ، ومُخفيهِ ومُظهِرهُ {وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ} مستترٌ يطلبُ الخفاءَ.
{بِاللَّيْلِ} بظلامِه: رُوِيَ عن يعقوبَ وقنبلٍ: الوقفُ بالياءِ على (مُسْتَخْفِي).
{وَسَارِبٌ} سالكٌ في سَرْبِهِ؛ أي: طريقِه {بِالنَّهَارِ} والسَّرْبُ بفتحِ السينِ وسكونِ الراء: الطريقُ، قال ابنُ عباسٍ: "هُوَ صاحبُ رِيبةٍ مستخفٍ
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 360)، و"التيسير" للداني (ص: 134)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 298)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 270)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 211).

الصفحة 481