كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)
{أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ} أي: تسُمُّونهم شركاءَ من غيرِ أن يكونَ لذلكَ حقيقةٌ.
{بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ} كيدُهم بِشِرْكِهم. قرأ الكسائيُّ، وهشامٌ: (بَل زُيِّنَ) بإدغامِ اللامِ في الزاي، والباقون: بالإظهار (¬1).
{وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ} قرأ الكوفيونَ، ويعقوبُ: (وَصُدُّوا) بضمِّ الصادِ على تعدِّي الفعل، وقرأ الباقون: بالفتح (¬2)، أي: وصَدُّوا الناسَ: صَرَفوهم عن الدينِ.
{وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ} بخذلانِه {فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} يوفِّقُه.
...
{لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (34)}.
[34] {لَهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} بالقتلِ والأَسْرِ.
{وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ} أشدُّ شَقًّا للقلبِ.
{وَمَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ} مانعٍ يمنعُهم من العذابِ: تقدم التنبيهُ على مذاهبِ القراء في (هَادِي)، ومثلُه (وَاقِي) (¬3).
¬__________
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 265)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 270)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 218).
(¬2) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 359)، و"التيسير" للداني (ص: 133)، و"تفسير البغوي" (2/ 535)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 298)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 219).
(¬3) عند تفسير الآية (7) من هذه السورة.
الصفحة 497