كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

تَتِمَّة سُورَة الأعْرَاف
{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94)}.

[94] {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ} فيه إضمارٌ، يعني: فكذبوه.
{إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ} الفقرِ {وَالضَّرَّاءِ} المرضِ.
{لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ} ليتذلَّلوا ويتوبوا.
* * *
{ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (95)}.

[95] {ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ} الشدةِ {الْحَسَنَةَ} الرخاءَ.
{حَتَّى عَفَوْا} كَثُروا عددًا وأموالًا (¬1)، فَطَغَوا.
{قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ} أي: ليسَ ما أصابنا بالابتلاء، وإنّما هذا (¬2) دأبُ الدهرِ {فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} بنزولِ العذابِ.
¬__________
(¬1) في "ن": "أموالًا وعددًا".
(¬2) في "ش": "هو".

الصفحة 5