كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

حركة الهمزةِ إلى الساكنِ قبلَها وهو السينُ (¬1).
{عَنِ الْقَرْيَةِ} أي: سَلْهم عن خبرِ أهلِ القرية.
{الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ} أي: على شاطئِهِ، وهي أيلةُ مدينةٌ كانت على شاطئ البحرِ بينَ مصرَ ومكةَ، سُميت بأيلةَ بنتَ مَدْيَنَ بنِ إبراهيمَ -عليه السّلام-، وهي أولُ حَدِّ الحجازِ من جهةِ الشّام، وكانت حدَّ مملكةِ الروم في الزمنِ الماضي، وبينَها وبينَ بيتِ المقدسِ نحوُ ثمانيةِ أيامٍ، والطورُ الّذي كلَّمَ اللهُ عليه موسى -عليه السّلام- على يومٍ وليلةٍ منها.
{إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ} يتعدَّوْنَ ما أُمروا به من تركِ الصَّيدِ.
{إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ} أي: تَعْظِيمِهم أمرَ السبتِ.
{شُرَّعًا} ظاهرةً على الماءِ، جمعُ شارعٍ.
{وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ} لا يقطعونَ الشغلَ.
{لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} مثلَ ذلكَ البلاءِ الشديدِ نبلوهم بسببِ فسقِهم، وتقدَّم ذكرُ القصة مستوفىً؛ وحكمُ طلب القاضي لليهوديِّ في يومِ السبتِ في سورة البقرة.
* * *
{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164)}.
¬__________
(¬1) انظر: "الغيث" للصفاقسي (ص: 229)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 232)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 414).

الصفحة 50