كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ} قبلَ ذلكَ، فلا تحزنْ.
{فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ} تبليغُ الرسالةِ لا غيرُ {وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ} والجزاءُ يومَ القيامةَ، قال ابنُ عباسٍ: "نُسِخَتْ بآيةِ السيفِ وفرضِ الجهاد" (¬1).
...
{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41)}.

[41] {أَوَلَمْ يَرَوْا} أهلُ مكةَ {أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا} بفتحِ ديارِ الشركِ، فما زادَ في بلادِ الإسلام، نقصَ من بلادِ الشركِ، أفلا يعتبرون؟
{وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ} لا ناقض (¬2) {لِحُكْمِهِ} والمعنى: إنه حكمَ للإسلامِ بالإقبالِ، وعلى الكفرِ بالإدبارِ {وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} فيحاسبُهم عمَّا قليلٍ في الآخرة بعدَما عَذَّبَهم بالقتلِ والإجلاءِ في الدنيا.
...
{وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42)}.

[42] {وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أي: كادوا أنبياءَهم، والمكرُ: إيصالُ
¬__________
(¬1) تقدم تخريجه. وانظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 359)، و"التيسير" للداني (ص: 134)، و"تفسير البغوي" (2/ 537)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 289)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 220).
(¬2) "لا ناقض" سقط من "ش".

الصفحة 501