كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)
{إِلَى صِرَاطِ} إلى دينِ {الْعَزِيزِ} الغالبِ.
{الْحَمِيدِ} المستحقِّ للحمدِ.
...
{اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ لِلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ (2)}.
[2] {اللَّهِ} قرأ نافعٌ، وأبو جعفرٍ، وابنُ عامرٍ: (الله) بالرفع على القطعِ على الابتداءِ، وخبرُه (الذي)، ويصحُّ رفعُه على تقديرِ: هو الله الذي، وافقَهم رويسٌ راوي يعقوبَ في الابتداءِ خاصة، وإذا وصلَ خَفَضَ، وقرأ الباقون: بالخفضِ في الحالين نعتًا للعزيزِ الحميدِ، وقال أبو عمروٍ: والخفض على التقديمِ والتأخيرِ، مجازُه: إلى صراطِ اللهِ العزيزِ الحميدِ (¬1).
{الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَوَيْلٌ} أي: شِدَّةٌ وبلاءٌ {لِلْكَافِرِينَ} يلقونَهُ.
{مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} وعيدٌ لمن كفرَ ولم يخرجْ من الظلماتِ إلى النور.
...
{الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (3)}.
[3] {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ} يؤثرون.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 362)، و"التيسير" للداني (ص: 134)، و"تفسير البغوي" (2/ 544)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 271)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 227 - 228).
الصفحة 504