كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

[164] {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ} جماعةٌ من صُلحائِهم بعدَ يأسِهم من توبةِ العادِين:
{لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا} في الآخرةِ؛ لتماديهم في العصيان؛ أي: وجبَ عذابُهم، فلا ينفعُهم الوعظُ.
{قَالُوا} أي: الناهون {مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ} قرأ حفصٌ عن عاصمٍ: (مَعْذِرَةً) بالنصب؛ أي: نفعلُ ذلكَ معذرةً إلى ربكم، وقرأ الباقون: (مَعْذِرَةٌ) بالرفع (¬1)؛ أي: موعظتُنا عذرٌ عندَه لئلَّا نُنْسَبَ إلى تقصيرٍ ما في النهيِ عن المنكرِ.
{وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ} اللهَ.
* * *
{فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)}.

[165] {فَلَمَّا نَسُوا} أي: تركَ أهلُ القرية.
{مَا ذُكِّرُوا بِهِ} من الوعظِ من الصَّيدِ.
{أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ} وهو أخذُ الحيتانِ.
{وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا} بأخذِها.
{بِعَذَابٍ بَئِيسٍ} شديدٍ. قرأ ابنُ عامرٍ (بِئْسٍ) بكسرِ الباء وهمزةٍ ساكنة
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 296)، و"التيسير" للداني (ص: 114)، و"تفسير البغوي" (2/ 163)، و"معجم القراءات القرآنية" (2/ 415).

الصفحة 51