كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ (13)}.
[13] {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ} لَتَصِيرُنَّ.
{فِي مِلَّتِنَا} حَلَفوا على أن يكونَ أحدُ الأمرين، وليسَ المرادُ الرجوعَ، لأنهم لم يكونوا في مِلَّتهم قَطُّ، وإنما هو بمعنى الصيرورة.
{فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ} أي: إلى رسلهِم: {لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ}.
...
{وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14)}.
[14] {وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ} أي: أرضَهم.
{مِنْ بَعْدِهِمْ} من بعدِ هلاكِهم {ذَلِكَ} أي: الإسكانُ.
{لِمَنْ خَافَ مَقَامِي} أي: موقفَ الحسابِ.
{وَخَافَ وَعِيدِ} بالعذابِ. قرأ ورشٌ عن نافعٍ (وَعِيديِ) بإثباتِ الياءِ وصلًا، ويعقوبُ: بإثباتها في الحالين، وحذفَها الباقونَ فيهما (¬1).
...
¬__________
(¬1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 178)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 223)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 232).
الصفحة 511