كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (15)}.

[15] {وَاسْتَفْتَحُوا} أي: سأل الأنبياءُ النصرَ {وَخَابَ} خسرَ.
{كُلُّ جَبَّارٍ} الذي يجبرُ الخلق على مرادِه {عَنِيدٍ} معاندٍ للحق. قرأ حمزةُ: (خَافَ) و (خَابَ) بالإمالةِ (¬1).
...
{مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ (16)}.

[16] {مِنْ وَرَائِهِ} أي: أمامِه {جَهَنَّمُ} يُلْقى فيها.
{وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} هو ما يسيلُ من جلودِ أهلِ النارِ من القيحِ والدَّمِ.
...
{يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ (17)}.

[17] {يَتَجَرَّعُهُ} يَتكَلَّفُ جَرْعَهُ.
{وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ} أي: يُجَوِّزُه حَلْقَهُ.
{وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ} أي: كأن أسبابَ الموتِ أحاطَتْ به من جميعِ جهاتِه.
{وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ} فيستريح.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 362)، و"التيسير" للداني (ص: 134)، و"تفسير البغوي" (2/ 552)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 233).

الصفحة 512