كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19)}.
[19] {أَلَمْ تَرَ} خطابٌ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، والمرادُ به أُمَّتُهُ.
{أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} قرأ حمزةُ، والكسائيُّ، وخلفٌ: (خَالِقُ) بألفٍ وكسرِ اللام ورفعِ القافِ على وزن فاعِل، وجَرِّ ما بعدَهُ إِضافةً، وقرأ الباقون: (خَلَقَ) بفتح اللام والقافِ بغيرِ ألفٍ على وزن فَعَلَ، ونصبِ ما بعدَه، إلا أن التاء من السمواتِ تكسر لأنها تاءُ جمع المؤنث (¬1).
{بِالْحَقِّ} لم يخلْقهُنَّ عبثًا سبحانَهُ {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} يُعْدِمْكُم.
{وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} يخلقُه مكانَكم أطوعَ له منكم.
...
{وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (20)}.
[20] {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ} ممتنعٍ، بل هو سهلٌ يسيرٌ.
...
{وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 362)، و"التيسير" للداني (ص: 134)، و"تفسير البغوي" (2/ 554)، و"الكشاف" للزمخشري (2/ 374)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 298 - 299)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 234).
الصفحة 514