كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)

{وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} المشركينَ، فلا يُثَبِّتُهُمْ.
{وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} من توفيقٍ وخذلانٍ وغيرِهما، لا اعتراضَ عليه.
...
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ (28)}.

[28] {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ} أي: شكرَ نعمتِه عليهم في محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -.
{كُفْرًا} كفروا به. واختلافُ القراء في الهمزتينِ من (يَشَاءُ أَلَمْ) كاختلافِهم فيهما من (السُّفَهاءُ أَلاَ) في سورة البقرة [الآية: 13]، و (نِعْمَت) رُسِمَتْ بالتاءِ في أحدَ عشرَ موضعًا، وقفَ عليها بالهاءِ ابنُ كثيرٍ، وأبو عمرٍو، والكسائيُّ، ويعقوبُ (¬1).
{وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ} الذينَ شايعَوهم في الكفرِ.
{دَارَ الْبَوَارِ} الهلاكِ. قرأ أبو عمرٍو، وحمزةُ، وورشٌ عن نافعٍ، والدوريُّ عن الكسائيِّ، وابنُ ذكوانَ عنِ ابنِ عامرٍ: (البَوَارِ) بالإمالةِ، واختلِفَ فيه عن حمزةَ، وابنِ ذكوانَ، فرُوي عن الأولِ الإمالةُ بينَ بينَ، وعنِ الثاني الإمالةُ والفتحُ، وقرأ الباقون: بالفتح (¬2).
¬__________
= وقت الانصراف، والحاكم في "المستدرك" (1372)، وغيرهما عن عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
(¬1) انظر: الآية (232) من سورة البقرة.
(¬2) انظر: "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 58)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 272)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 236).

الصفحة 521