كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)
{جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ (29)}.
[29] ثمَّ بَيَّنَ دارَ البوارِ فقالَ: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا} يدخلونها، فَيُقاسونَ حَرَّها.
{وَبِئْسَ الْقَرَارُ} المستقرُّ.
...
{وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ (30)}.
[30] {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا} أمثالًا، وليسَ للهِ نِدٌّ.
{لِيُضِلُّوا} قرأ ابنُ كثيرٍ، وأبو عمرٍو: (لِيَضِلُّوا) بفتحِ الياءِ على اللزومِ , واختلِفَ عن رويسٍ راوي يعقوبَ، وليسَ الضلالُ ولا الإضلالُ غرضهم في اتخاذِ الأنداد، لكنْ لما كانَ نتيجتَه، كانَ كالغرضِ، وقرأ الباقونَ: بالضمِّ؛ أي: لِيُضلوا هم الناسَ (¬1).
{عَنْ سَبِيلِهِ} الذي هو التوحيدُ.
{قُلْ تَمَتَّعُوا} في الدنيا بشهواتِكم {فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ} وعيدٌ وتهديدٌ، كقوله: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ} [فصلت: 40].
...
¬__________
(¬1) انظر: "التيسير" للداني (ص: 134)، و"تفسير البغوي" (2/ 561)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 299)، و"إتحاف فضلاء البشر" للدمياطي (ص: 272)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 237).
الصفحة 522