كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن (اسم الجزء: 3)
{إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ} بالياء. قراءة العامة: (يُؤَخِّرُهُمْ) بالياء؛ أي: اللهُ تعالى، وأبو جعفرٍ، وورشٌ ينصبان الواوَ بغيرِ همزٍ، وقرأ رويسٌ عن يعقوبَ: (نُؤَخِّرُهُمْ) بنونِ العظَمَةِ (¬1).
{لِيَوْمٍ تَشْخَصُ} أي: لا تغمضُ.
{فِيهِ الْأَبْصَارُ} من هولِ ما تراهُ من ذلكَ اليوم.
...
{مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)}.
[43] {مُهْطِعِينَ} مسرعينَ في خوفٍ {مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ} أي: رافعِيها.
{لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ} أي: لا تغمضُ عينُهم فهي شاخصةٌ.
{وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} أي: صِفْرٌ من الخير، لا تعي شيئًا؛ لخوفِها، ويقالُ لكلِّ أجوفٍ خالٍ: هواءٌ، فكأنه سُمِّي بذلكَ لحلولِ الهواءِ فيه.
...
{وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44)}.
[44] {وَأَنْذِرِ النَّاسَ} يا محمدُ {يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ} وهو يومُ القيامةِ.
{فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا} أشركوا.
¬__________
(¬1) انظر: "السبعة" لابن مجاهد (ص: 363)، و"التيسير" للداني (ص: 4/ 370)، و"إملاء ما منَّ به الرحمن" للعكبري (2/ 39)، و"النشر في القراءات العشر" لابن الجزري (2/ 30، 400)، و"معجم القراءات القرآنية" (3/ 242).
الصفحة 532